منخفض امني مرتفع بقلم المستشار في القانون الدولي الدكتور قاسم حدرج

عاجل

الفئة

shadow
تبين ان خبراء المناخ ليسوا افضل حالا من المحللين السياسيين فأتت تحليلاتهم حول العاصفة الياس متل تحليلات الياس الزغبي عن السياسة الاميركية التي ستنشر الديمقراطية في انظمتنا الديناصورية ولكن كذب خبراء الطقس اتى بفائدة فلا سيول ولا طوفان كان البعض يحضر نفسه بعدها  لأتهام الوزير حمية بالتقصير بينما كذب السياسيين والمحللين السياسيين يأتي بكوارث فهم انفسهم الذين انكروا وجود الارهاب في عرسال ونسجوا الاساطير حول مخطط شيعي لأقتلاع السنة من المنطقة واحداث تغيير ديموغرافي هذا الكذب  ادى الى خلق دفرسوار عرسالي تدفق منه عشرات الاف النازحين وكذلك اليوم يعمدون الى تسعير نار الفتنة من خلال اختلاق تحركات مشبوهة لأبناء العشائر واصدار بيانات تهديد للمقاومة وما الهدف منها  الا القاء قنابل دخانية لحجب الانظار عن دخول مئات الارهابيين من معبر وادي خالد بالتزامن مع دعم اميركي للعشائر في سوريا ومحاولة ضم الارهابيين الى صفوفهم تحت عنوان جيش سوريا الحرة ،اذن الموضوع لا يتعلق بأليات انتخاب رئيس للجمهورية بحوار او بجلسات مفتوحة بل بتنفيذ اجندة اميركية قوامها الوقوف بوجه حزب الله بدليل ان صوت هؤلاء الذي كان يصدح في سماء التحذير من خطر النزوح السوري للمزايدة على الفريق الأخر فجأة اختفى بعد تصريح المسؤول الاميركي بضرورة ابقائهم في لبنان والصفحة الاولى  من الاجندة هي تجنيد الشبكة الاعلامية للتصويب على كل حدث وزج أسم حزب الله فيه وعلى رأسها الاغتيالات وتجارة المخدرات دون ان يكون لدى هؤلاء ولو خيط رفيع يسند اتهاماتهم اما الصفحة الثانية فهي خلق مواجهة عقائدية مع الحزب وبيئته عن طريق الترويج للشذوذ تحت غطاء الحرية ولم نكن ندري بأن نواب ال ان جي اوز قد اختاروا اسم التغيريين للتعبير عن تمثيلهم لمن يريد تغيير جنسه ،الصفحة الثالثة هي الترويج للفكر التطبيعي واستثارة غرائز الناس من بوابة الضائقة المالية وبأن خلاص لبنان هو بأنهاء مقاومته واستسلامها للأرادة الأميركية فمن الواضح ان الأميركي قرر المواجهة مع فريق الممانعة من شرق وشمال سوريا الى جنوبها وصولا الى الساحة اللبنانية بعد ان اعاد تدوير نفاياته الارهابية لأعادة استخدامها في هذه الساحات وفي لبنان تبدو له المواجهة اسهل لكثرة الأدوات الصالحة لخوض المواجهة نيابة عن الاسرائيلي وستكون ثاني خطوات هذه المواجهة بعد زرع النازحين العسكريين كألغام في العديد من المناطق هي خطوة انهاء عملية الحفر في البلوك 9 بذرائع تقنية لنشهد من بعدها انفلات في سوق الصرف يفاقم من الازمة المعيشية ويؤدي الى انفجار مجتمعي .
من هنا سيكون لسماحة الأمين العام الليلة اطلالة تاريخية من بوابة رسول الأنسانية الذي نجح رغم الحصار والايذاء والتعذيب والملاحقة ان ينتصر على كل اعداءه ويطيح بأحلافهم ويعاقب ناكثي العهود وبما ان حزب الله قد اتى من رحم الرسالة النبوية ويخوض معاركه تحت راية الهية فهو قادر مع شرفاء هذا الوطن ان يكسر الارادة الأميركية مع ادواتها الخشبية التي وعلى مدار ععقود لم تخرج من عباءة زعامتها الطائفية الى الساحة الوطنية بل تكتفي بسياسة التعطيل والتحريض لتبقي على مكاسبها الذاتية والا فدلني على زعيم طائفة أعاد لأبناء طائفته الودائع المنهوبة او أمن لهم الكهرباء او المازوت او الطبابة بل يعمل على عرقلة الحلول التي ستستفيد منها طائفته حتى لا يسجل هذا الانجاز لخصومهم السياسيين وها نحن على ابواب ازمات مفتوحة تعليمية واستشفائية ومالية وها هم يوصدون بوابات الحل دون ان يقدموا اي بديل متسلحين بشعاراتهم الطائفية الكاذبة وبأنهم سيناضلون من خلف بوابات قصورهم الزحف الممانع  ،هذه الادوات البالية التي تصر على اتهام خصومها بأنهم سبب الازمة رغم وقاحة الاميركي بالاعلان عن انه يحاصر لبنان ويريد اثمان سياسية ورغم انهم شهدوا بأم العين كيف ترك الاميركي الاكراد يلقنوا درسا من العشائر العربية 
وشهدوا خبث وغدر الاميركي الذي واثناء اجراءه مناورات مع ارمينيا كيف اوعز لأداته الأذربيجانية بأزالة دولة عن الخارطة وتشريد اهلها الأرمن وبالمناسبة هؤلاء الطائفيين الذين دافعوا باستماتة عن النازحين السوريين المسلمين لم يصدروا تصريحا واحدا يستنكر هذه الابادة الجماعية التي نفذها الغرب بحق مسيحيين وبالتالي فأن الحزب قادر على استيعاب هؤلاء باللين او بالشدة اذا لزم الأمر واصروا على ان يكونوا ادوات صهيو اميركية فالمقاومة التي واجهت مئات الاف الارهابيين قادرة على السيطرة والتحكم مهما كان الثمن اما على الصعيد الاقتصادي فمعادلة نفطنا وغازنا مقابل نفط فلسطين وغازها ما زالت قائمة بل وتتعزز وتزداد قدرة فهي حاضرة للتفعيل في اي لحظة وهناك قوى وازنة مستعدة لملأ اي فراغ تحدثه اميركا والتقاط لبنان اذا ما قرر الاميركي القاءه في فضاء المجهول اما المحاولات التي يجريها القطري والتي تأتي على غرار العروض القطرية لسوريا في 2010 والتي تخيرنا بين الثلة والذلة فلن تلقى جوابا سوى هيهات منا الذلة ففي العام 2023 الجيش السوري زادت قدراته وخبراته وانصار الله كانوا ثلة مؤمنة فأصبحوا بنعمة من الله جيش ذو امكانيات جبارة وايران استعادت رغم الحصار الكثير من عافيتها وكسرت الشوكة الاميركية اما المقاومة في لبنان فحدث ولا حرج عن تضاعف امكانياتها وأشطح بخيالك كما تشاء فستدرك لاحقا انه واقع وليس خيال والاميركي والاسرائيلي يعلمون هذه الحقيقة 
وفي الخلاصة وكما عودتنا هذه المقاومة ان تصنع من الازمة فرصة فهي ستعبر هذه الاجواء العاصفة والامطار النارية الدموية  التي يحملها المنخفض الأمني الاميركي وستعيد رسم خارطة الكيان اللبناني ليس على اساس موازين القوى بل على اساس الانتماء الوطني فبعد هزيمة المشروع الاميركي لن يكون لأدواته بعد الان موطىء قدم في السياسة اللبنانية بل فقط لمن يملك شهادة بالوطنية الرافض للتبعية الدونية ولصفقات القرن ومشاريع التطبيع الصهيونية .
الاجواء اليوم في لبنان خريفية عاصفة وماطرة ولكن تذكروا ان العواصف لا تقتلع الا الاشجار الصغيرة والامطار لا تتسرب الا من الشقوق ومقاومتنا شجر ارز وصنوبر وسنديان  متجذر في اعماق هذه الارض وهي سد يحتضن الامطار ويحولها الى خير يروي الارض لا يجرفها فكونوا مطمئنين وكونوا على يقين بأننا منتصرين ولكن بذات الوقت كونوا الى جانب مقاومتكم معاول بناء لا معاول هدم فلن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون والمقاومة انفقت اغلى الدماء فلا تبخلوا بأنفاق الصبر على البلاء ان الله يحب الصابرين .

الناشر

1bolbol 2bolbol
1bolbol 2bolbol

shadow

أخبار ذات صلة